الغد ـــ لم يعد هنالك مفر من الاعتماد على الذات.. هكذا يؤكد خبراء ومسؤولون في ظل الواقع الجديد الذي فرضه فايروس كورونا .. فكل دولة باتت محصارة من حيث لاتعلم ولا يمكن لها إلا أن تعتمد على إنتاجها في المقام الأول للصمود أكثر فترة ممكنة أمام تداعيات “القاتل الاقتصادي الصامت”.

تأثيرات فايروس كورونا المستجد باتت تشكل فرصة حقيقية أمام الدولة لتكريس مفهوم الاعتماد على الذات في انتاج سلع اساسية وغذائية لتجنب نقص اي سلعة في ظل بدء العديد من الدول اتخاذ اجراءات عدة منها وقف تصدير السلع لضمان توفير تأمين احتياجات مواطنيها.

ترسيخ مفهوم دول الإنتاج يتطلب اتخاذ قرارات حكومية سريعة بحسب الخبراء للتخفيف من كلف الانتاج خاصة المتعلقة بالضرائب والرسوم واثمان الكهرباء لتشجيع القطاع الخاص على التوسع وتنويع الانتاج.

تنفيذ التوجهات الملكية الاخيرة للحكومة والمتعلقة بدراسة انتاج سلع غذائية محليا تتطلب وجود سياسة تموينية حقيقية توضع بالشراكة الحقيقية و التنسيق المستمر مع القطاع الخاص من اجل الحفاظ على مخزون امن في كل الاوقات والظروف.

وكان جلالة الملك عبدالله الثاني أوعز للحكومة بدراسة إنتاج سلع غذائية محلياً، بالتنسيق مع الشركات والمصانع الوطنية، للحفاظ على “مخزون آمن” في كل الظروف وزيادة الإنتاج المحلي.

من جهته، قال رئيس غرفة صناعة الاردن م.فتحي الجغبير إن “الأردن قادر على صناعة وانتاج سلع غذائية واساسية من شأنها ان تعزز مخزون المملكة بما تغطي اطول فترة”.

وأشار الجغبير الى وجود تواصل وتنسيق مع وزارة الصناعة والتجارة والتموين لاعداد سياسة تموينية للعمل من خلالها على زيادة انتاج وصناعة السلع الغذائية وتعزيزها.

وقال ان “الظرف الاستثائي الذي تمر بها المملكة تشكل فرصة حقيقية لتعزيز دولة الانتاج والاعتماد على الذات من خلال الوقوف الى جانب الصناعة وتقديم جميع اشكال الدعم لها من اجل التوسع وزيادة الانتاج”.

وبين أن المملكة تستطيع تأمين احتياجتها من سلع عدة اهمها صناعة الالبان والاجبان والمعلبات والبقوليات واللحوم والخضار والبيض اضافة الى سلع اساسية اخرى من المنظفات ومستلزمات الصحة والدواء والتعبئة والتغليف.

وشدد الجغبير على ضرورة البدء بالسماح للقطاع الصناعي بإستئناف العمل من جديد بالحد الادنى حتى تتمكن من الاستمرار وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني في ظل وجود طلبات محلية وخارجية على المنتجات التي تصنعها.

وقال إن “رؤية جلالة الملك وتوجيهاته للحكومة بانتاج سلع وتعزيز مخزون المملكة تعزز رؤية القطاع الصناعي في تكريس مفهوم الاعتماد على الانتاج”.

وأكد الجغبير ان القطاع الصناعي يتطلع ان يتم اعادة النظر بأسعار التعرفة الكهربائية للقطاع اضافة الى تأجيل توريد ضريبة الدخل من اجل توفير السيولة وزيادة الانتاج مؤكدا ان الصناعة تعد مفتاح النمو الاقتصادي وزيادة التوظيف.

وقال ممثل قطاع الصناعات الغذائية في غرفة صناعة الاردن محمد وليد الجيطان إن “الاردن قادر على انتاج ورفد وتعزيز مخزون المملكة من مختلف السلع الغذائية”.

وبين الجيطان أن الاردن يمتلك القدرة على انتاج سلع غذائية واسعة منها صناعة المعلبات والالبان والاجبان والبيض والدجاج اضافة الى التغليف وتفريز الخضار.

واكد الجيطان وجود فرصة كبيرة لزيادة التوسع بالصناعات الغذائية بخاصة فيما يتعلق بتخزين السلع الطازجة من الخضار والفواكه مؤكدا اهمية تعزيز الشراكة لتنفيذ توجهات جلالة الملك من اجل تكريس مفهوم دولة الانتاج وتعزيز مبدأ الاعتماد على الذات.

وقال المحلل الاقتصادي د.نائل الحسامي إن “التوجهات الملكية للحكومة بانتاج سلع يتطلب من الحكومة والقطاع الخاص التوسع في انتاج واستيراد سلع اساسية غير منتجة محليا وذات جودة عالية لضمان توفر السلع بالمملكة في حال حدوث خلل في عمليات التوريد جراء تبعات فيروس كورونا المستجد”.

واكد الحسامي اهمية وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع الظرف الاسثنائي والوقوف على اسباب تعطل خطوط انتاج سلع غذائية هامة لدى المصانع منذ سنوات والاسراع في معالجتها لضمان التأكد من قدرة القطاع الخاص على انتاج جميع السلع في حال حدوث خلل بالاستيراد.

وشدد الحسامي على ضرورة تنفيذ سياسات وزارة الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذائي من خلال تخزين السلع في ذروة الانتاج من الخضار والفواكه لضمان توفر السلع طوال العام وهذا يزيد من تنوع الانتاج الزراعي.

×