الصناعات المحلية.. جودة وأسعار تفتك بهما البيروقراطية والضرائب

23-كانون الأول-2019

الغد ـــ  رغم ان الصناعات المحلية يصل حجم صادراتها إلى أكثر من 5.344 مليون دينار أردني وتورد للخزينة اكثر من مليار دينار كضرائب سنويا، إلا أن هذه الصناعات التي تلقى رواجا في الخارج بسبب جودتها وانخفاض أسعارها، ما تزال تواجه معيقات بيروقراطية وارتفاع في الضرائب، ما يفت في عضدها ويجعل الكثير منها غير قادر على الاستمرار في مواجهة هذه الضغوط، والتفكير بالخروج من السوق.

وتظهر إحصاءات غرفة صناعة عمّان أنّ المصانع الأردنيّة تشغّل 225 ألف عامل وعاملة يعيلون أكثر من مليون فرد، في وقت تساهم فيه الصناعة بربع الناتج المحلي الإجمالي، وتشكل نسبة صادراتها 90 % من إجمالي حجم الصادرات الوطنية، في الوقت الذي تصل فيه هذه المنتجات إلى أكثر من 125 دولة في العالم. وتواجه الصناعات الوطنية عددا من التحديات التي تحد من تطورها وتنافسيتها في السوق المحلي وأسواق التصدير، مثل طول اجراءات التصدير وتعدد الجهات المشرفة عليها وارتفاع كلف الانتاج وأسعار الطاقة، وتعقيدات الحصول على التسهيلات المالية، والظروف السياسية والأمنية، التي تشهدها دول المنطقة، والتي انعكست سلبا على قيمة الصادرات الأردنية.

كما تواجه هذه الصناعات تحديات جمركية تتمثل ببطئ في إجراءات التخليص الجمركي والمعاينة وعدم اعتراف من بعض الدول بشهادة المنشأ الصادرة من العقبة الخاصة ما يرتب عليهم دفع رسوم تبلغ 5 % من قيمة البضائع المصدرة، ووجود رسوم إضافية على الحاويات الفارغة المصدرة عبر ميناء حاويات العقبة، وتقاضي الجمارك العامة غرامات تصل إلى 500 دينار حال وجود أي خطأ مهما صغر في البيان الجمركي.

ولا تتوقف المعيقات التي تواجه الصناعات المحلية عند هذا الحد، إذ تتعدها إلى صور نمطية سلبية ما تزال ترتسم في ذهن المواطن عن جودتها التي رافقتها في البدايات، مقارنة بالماركات الشهيرة التي كانت تغزو الأسواق الأردنية حينها، ما يجعل الكثير من المستهلكين المحليين يحجمون عن شرائها رغم جودتها حاليا، وتميزها عن الكثير من مثيلاتها الاجنبية، سيما الآسيوية منها والتي تملأ الأسواق. بيد ان حملة “صنع في الأردن” التي اطلقتها غرفة صناعة عمان والمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (JEDCO) تحرز تقدما كبيرا في تغيير هذه الصور النمطية السلبية عن المنتجات المحلية، وتحاول تعزيز ثقة المواطن الأردني بالصناعة الوطنية وزيادة الاقبال على شرائها وترسيخ فكرة جودتها ومضاهاتها لجودة المنتجات المستوردة. وتشترك في حملة صنع بالأردن مؤسّسات صناعية ورسمية عدة، أبرزها غرفة صناعة عمّان والمؤسّسة الأردنيّة لتطوير المشاريع الاقتصاديّة JEDCO، برعاية من غرفة صناعة الأردن، وغرفتي صناعة الزرقاء وإربد، وتضمّ اللجنة التوجيهيّة للحملة المؤسّسة الاستهلاكيّة العسكريّة، والمؤسّسة الاستهلاكيّة المدنيّة، ووزارة التربية والتعليم، وهيئة الاستثمار، ومؤسّسة الإذاعة والتلفزيون، وأمانة عمّان الكبرى، ووزارة الصناعة والتجارة والتموين.

وحسب منسق الحملة موسى الساكت، فان الحملة أسهمت بشكل ايجابي في تغيير اتجاه المستهلك الأردني وتعميق قناعاته بالمنتج الوطني، من خلال رصدها للأسواق والمتابعة من المصانع المحلية، حيث لاحظت وجود اقبال المستهلكين الأردنيين على شراء مختلف احتياجاته من الصناعات الوطنية. ويقول الساكت، إنّه ومن اجل تحقيق الحملة لاهدافها نظّمت رحلات مدرسيّة إلى المصانع الأردنيّة، من أجل إطلاع الطلبة على الصناعات الأردنيّة عن قرب، وتقديم الشرح إلى الطلّاب عن المصنع، وعن خطوط الإنتاج والجودة التي توصلت إليها الصناعة الوطنيّة خلال السنوات الأخيرة”.

وقال ان الحملة بثت مقاطع فيديو إعلانية، من خلال وسائل الإعلام، إضافة إلى استخدام الجسور والدواوير والأعمدة والحافلات التجاريّة، لتعليق يافطات إعلانيّة داخل الـ”مولات” التجاريّة.

وتستهدف الحملة الأردنيّين بأعمارهم وفئاتهم كافّة، من أجل تعميق قناعاتهم بالمنتج الوطنيّ والإقبال على شراء مختلف حاجاتهم من الصناعات الوطنيّة. ويرى الساكت أنّ “الحملة استطاعت رفع نسب الإقبال على المنتج المحلّيّ، إذ تسعى الحملة إلى إجراء دراسة في شهر تشرين الأول (اكتوبر) ، بالتعاون مع شركة استطلاع متخصّصة في قياس ردّة فعل المواطن تجاه الحملة والمنتج المحلّيّ، لمعرفة مدى النجاح الذي حقّقته حملة “صنع في الأردن” التي طرحت شعار “صناعتنا عزّتنا”.

ويتابع الساكت قائلا: قامت الحملة في ايلول(سبتمبر) الماضي بإطلاق مبادرة سفراء حملة صنع في الأردن من خلال اختيار فريق من طلبة المدارس ضمن الفئات العمرية المختلفة للعمل كحلقة وصل مع مدارسهم والتنسيق مع أعضاء هيئة التدريس لإقامة نشاطات تعريفية بالإضافة للتواصل مع أفراد المجتمع المحيط بالمدرسة لتعريفهم بأهداف الحملة.

وستقوم الحملة من خلال فريق السفراء بتوزيع رسائل الحملة، والتعريف بأهدافها ضمن الأندية والجمعيات الطلابية، ونشر نشاطات الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لهؤلاء السفراء لاستهداف الجيل الجديد، وتغيير نظرته المستقبلية للمنتج المحلي، وخلق جيل يدعم اقتصاد بلده من خلال دعم المنتج المحلي تحت شعار “ربي ولدك على صناعة بلدك”.










الرسائل الإخبارية

موقع الغرفة

المركز الرئيسي

جبل عمان الدوار الثاني باتجاه الدوار الأول مقابل السفارة التركية / شارع الكلية العلمية الاسلامية عمارة رقم 33

الهاتف الأرضي: 96264643001+
هاتف خلوي:   962798510286+
الفاكس: 96264647852+

جميع الفروع