27-شباط-2019

تبدأ غدا أعمال مؤتمر “لندن 2019: الأردن نمو وفرص” في المملكة المتحدة، في خطوة تهدف لحشد الدعم للأردن من قبل الدول المانحة والمستثمرين الدوليين من قبيل المساهمة في تعزيز قدرته على “الاعتماد على الذات” وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.
ويأتي هذا المؤتمر بمشاركة الدول السبع الكبرى والمانحة والأردن، بالإضافة الى مؤسسات دولية رائدة في مجال التمويل والاستثمار.
وخلال المؤتمر -ووفقا لملخص صدر عن حكومتي البلدين مؤخرا- سيتم إطلاق صندوق ائتماني متعدد المانحين لتنفيذ مصفوفة إصلاحات للتحول الاقتصادي للسنوات الخمس المقبلة (2018-2022) والتي كانت قد أعدتها بالتعاون مع البنك الدولي، كما سيتم الإعلان عن إنشاء مؤسسة متخصصة في تطوير المشاريع الاستراتيجية.
وسوف يتم تسليط الضوء على أربعة قطاعات لدى الأردن فيها ميزة نسبية في منطقة الشرق الأوسط، وهي السياحة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية والخدمات المهنية.
ويركز المؤتمر على 4 أهداف رئيسية مترابطة؛ الأول هو “اتخاذ تدابير وإصلاحات قوية وواقعية لتحفيز النمو”؛ حيث إن السير في تحقيق النمو الاقتصادي يتطلب إصلاحا اقتصاديا عميقا لتعزيز الصادرات والاستثمار الأجنبي المباشر، وتشجيع تنويع الأعمال والابتكار، وخلق فرص العمل، وتحسين مناخ الأعمال.
ووفقا للملخص، فإن الأردن بصدد سن وتنفيذ قوانين جديدة لمواجهة التحديات التي يواجهها القطاع الخاص، إضافة الى ذلك فهو يخطط لإجراء إصلاحات لخفض تكاليف الطاقة، وتسهيل الوصول إلى العمالة ذات المهارات العالية، وزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة.
وقام الأردن بتطوير وإطلاق مصفوفة للإصلاح والنمو لمدة 5 سنوات لإعطاء الأولوية للتدابير الشاملة للارتقاء ببداية قوية للاقتصاد وخلق فرص العمل.
وسيتماشى ذلك مع تدابير صندوق النقد الدولي للحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي، وسوف يبرهن الأردن على التزاماته وتقدمه. وأشارت الوثيقة الى أنه من المتوقع أن يحقق مؤتمر لندن إطلاق صندوق ائتماني متعدد المانحين لتنفيذ مصفوفة الإصلاح والنمو لمدة 5 سنوات، مع إظهار الإصلاحات المنفذة، وزيادة الفرص أمام النساء والشباب. وفي الهدف الثاني وهو “تمويل النمو: القدرة على تحمل الديون والدعم الدولي لتحقيق ذلك”، أشارت الوثيقة الى أن قدرة الأردن على الانتقال إلى اقتصاد تصديري أكثر إنتاجية وتنوعاً وتنافسية تعتمد بشكل أساسي على “تحرير الحيز المالي” من خلال خفض تكاليف الفائدة وتقليل التقلبات وزيادة القدرة على التنبؤ بالتمويل.
ومبادرة لندن ستركز على إطلاق استراتيجية قوية للتمويل وإدارة الديون، وربط التمويل بشروط ميسرة بالتنفيذ الملموس لخطط الإصلاح الشاملة، ووضع استراتيجيات لحشد التمويل بشروط ميسرة على نطاق واسع عن طريق المنح والضمانات والقروض. والهدف الثالث تمثل في “البيئة الاقتصادية لتطوير وتمويل المشاريع القابلة للتمويل المصرفي”؛ حيث تمت الإشارة الى أن هناك حاجة إلى استثمارات عامة وخاصة كبيرة جديدة لتعزيز النمو الاقتصادي والعمالة، وتوسيع البنية التحتية التي أرهقت في الفترة الماضية (النقل، الطاقة، المياه، المدارس، والمستشفيات)، بسبب الزيادة الكبيرة في عدد السكان، مع توفير الدعم اللازم لتوسع القطاع الخاص، وتنويع الاقتصاد وتوفير فرص عمل.
وسيساعد المؤتمر على توفير خط جديد من الفرص القابلة للتمويل وذات الأولوية، كما سيتم إطلاق هيكل جديد لمشاريع ذات الأولوية القابلة للتطوير والتمويل بطريقة تعزز فرص النمو.
وفي المؤتمر، سيتم الإعلان عن إنشاء مؤسسة متخصصة في تطوير المشاريع الاستراتيجية وترتيب أولوياتها وتمويلها. وسيتم، وفق الوثيقة، تجميع رأسمال لتوفير عوائد مالية ودفع التنمية الاقتصادية، إضافة الى تقديم عدد كبير من مشاريع البنية التحتية مع العديد من الفرص التمويلية PPPs.
والهدف الرابع من المؤتمر هو تحقيق “النمو الذي تقوده الشركات وجذب الاستثمار في المجالات الرئيسية”؛ حيث أشارت الوثيقة الى أن المؤتمر سيجمع كبار وقادة القطاعين الخاص والعام من الأردن لتعزيز فرص الأعمال التي تخدم البلاد ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)؛ إذ سيتيح ذلك اللقاء مع شركات عالمية للاستفادة من الأردن لتوسيع أعمالها في المنطقة سوف يتم تسليط الضوء على المزايا التنافسية الفريدة التي يقدمها الأردن للأعمال، معززة بالإصلاحات والتطورات المستهدفة التي قام بها الأردن.
وخلال المؤتمر، سيتم فتح حوار بين الشركات والمستثمرين والحكومة حول فرص الاستثمار الجديدة، مع الاستفادة من خبرات القطاع الخاص لتحقيق إمكانات في القطاعات التنافسية، وعرض فرص استثمارية (مشاريع) جاهزة للاستثمار فيها. ويشارك عشرة شباب أردنيين من مختلف محافظات المملكة، بفعاليات مبادرة لندن 2019، التي تعقد لدعم الاقتصاد والاستثمار بالمملكة.
وأعلنت مؤسسة ولي العهد، أمس، في بيان، أن دور الشباب يتمثل بالمشاركة في مختلف جلسات المؤتمر، ونقل أهم أولويات الشباب التي تعزز مشاركتهم الاقتصادية، وعرضها على طاولة صناع القرار في العالم، إضافة إلى التركيز على محاور ورقة الموقف التي أعدتها المؤسسة للوقوف على احتياجات وتطلعات الشباب الأردني. وسيشارك الشباب، بحسب البيان، في فعاليات الجلسة الافتتاحية، والجلسة الختامية، والجلسة المخصصة لقطاع تكنولوجيا المعلومات، والجلسة المخصصة للحديث عن السياحة، والجلسة المخصصة للحديث عن القطاعات الناشئة والخدمات. وعن آلية اختيار الشباب، حددت مؤسسة ولي العهد عددا من المعايير الواجب توافرها بالمشاركين مثل العمر، والاطلاع على القضايا الشبابية، والخبرات السابقة للشباب في مجال المناظرات الشبابية والحوارات وحضور المؤتمرات، إضافة إلى وجود خبرة في إعداد وتنفيذ الأعمال التطوعية، ومهارات اللغة الإنجليزية، وتم تحديد ذلك من خلال إجراء عدد كبير من المقابلات مع شباب مبادرات مؤسسة ولي العهد؛ حيث أعطيت الأولوية لأوائل المبادرين والمشاركين في الجلسات الحوارية لورقة الموقف. وفي هذا السياق، قالت المديرة التنفيذية لمؤسسة ولي العهد، الدكتورة تمام منكو “تأتي مشاركة الشباب بفعاليات هذا المؤتمر المهم، انطلاقاً من استراتيجية عمل المؤسسة الرامية لتعزيز قدرات الشباب الأردني، ونقل خبراتهم، والتحديات التي يواجهونها”.
×