أنقرة- أعلن وزير الخزانة والمالية التركي، براءت ألبيرق، أن الخزانة التركية ستبدأ اعتبارا من يوم غد، بإصدار سندات دولة للمستثمرين الأفراد بالدولار واليورو، وذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاح قمة “جمعية علاقات المستثمرين” في مدينة إسطنبول التركية.
وقال الوزير التركي إن بلاده ستدخل العام 2019 بنفس الحافز والانضباط وبدون أي تقاعس أو كسل، موضحا أن الحكومة التركية ستعمل خلال 2019 بنشاط وحيوية وبدون التواني عن الالتزام بالسياسات النقدية والانضباط.
وأشار الوزير إلى أن التقلبات الشديدة في الأسواق التركية سرعان ما اختفت وعادت الأسواق إلى طبيعتها بفضل الخطوات الحاسمة والتوقيت المناسب في مواجهة تلك التقلبات.
وأضاف ألبيرق، أن الليرة التركية اكتسبت 20 بالمائة من قيمتها مقابل الدولار منذ آب (أغسطس) الماضي، لتصبح العملة الأكثر اكتسابا للقيمة، كما أصبحت تركيا الدولة الأفضل أداء مقارنة بالبلدان الناشئة.
وأشار ألبيرق إلى التأثير الإيجابي لبرنامج الكبح الكامل للتضخم الذي تم إعلانه مؤخرا من أجل خفض التضخم، والتي ظهر تأثيرها على مؤشر أسعار المستهلك والمنتج بنسبة 3.6 و6.5 نقطة على التوالي.
ولفت الوزير التركي إلى أن الحكومة تهدف إلى خفض التضخم إلى 15.8 بالمائة خلال العام 2019، وإلى 6 بالمائة في العام 2020.
وأكد الوزير أن الأرقام الأخيرة تشير إلى تحسن كبير في الحساب الجاري؛ حيث تراجع العجز التجاري في تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 39.4 مليار دولار، مؤكدا أن الهدف في الفترة المقبلة تخفيض العجز إلى 30 مليار دولار.
وكانت وزارة الخرانة التركية طرحت صكوكا بقيمة ملياري دولار في الأسواق الدولية، وتلقت طلبات من المستثمرين بـ6 مليارات دولار، ما يؤكد ازدياد الثقة لدى المستثمرين باقتصاد البلاد.
وقالت الوزارة في بيان، إن طرح تلك الصكوك جاء في إطار برنامج تمويل الخزينة. وأوضحت أنها طرحت الصكوك لأجل 5 سنوات.
وأضافت أن نسبة عائدات طرح الصكوك بلغت 7.5 نقاط و7.25 بالمائة. وجاء في بيان الوزارة أن المستثمرين طلبوا صكوكا بقيمة 6 مليارات دولار.
وفي معرض تعليقه على طرح الصكوك والطلبات التي تم تلقيها من المستثمرين، قال وزير الخزانة والمالية التركي براءت ألبيراق “إن طرح الصكوك وزيادة الطلب عليها، يثبتان متانة الاقتصاد التركي وقدرته على مواجهة الصدمات الخارجية”.
وذكرت شبكة بلومبيرغ الأميركية، أن صندوق “غولدمان ساكس” لإدارة الأصول يقوم بشراء سندات حكومية في تركيا والأرجنتين، مع رهانات على صعود عوائد الدولتين اللتين شهدت عملاتهما أكبر هبوط في الأسواق الناشئة منذ بداية العام.
وقال فيليب موفيت، رئيس قسم الدخل الثابت لإدارة الأصول بالبنك في مقابلة مع الشبكة “إن الصندوق استثمر بقوة في السندات المقومة بالدولار لكل من تركيا والأرجنتين”.
وأوضح أنه كانت هناك بعض الاختلالات، والأحداث السياسية المحلية مثل تلك الموجودة في الأرجنتين أو تركيا، وهو الأمر الذي دفع بعض مستثمري الأسواق الناشئة للبيع.
وأضاف “على الرغم من وجود بعض التوترات السياسية في حتى في دول مثل تركيا، فإن التمويل المحلي وموازنتها السيادية ما يزالان يتمتعان بالقوة مع قدرتها على تمويل احتياجاتها الخاصة ودفع فوائد الديون”.
ويأتي قرار الصندوق الأميركي في ظل تفاقم الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وطفرة الدولار وقفزة عوائد سندات الخزانة، ما أضر بالأسواق الناشئة من تركيا إلى إندونيسيا.
وتراجعت سندات الدول النامية المقومة بالعملة المحلية بنحو 7.5 % خلال العام الحالي، فيما هبطت عملاتها بنسبة 12 % في الفترة نفسها، وفقاً لبيانات لشبكة بلومبيرغ.
ويتفق غولدمان ساكس مع مديري الصناديق الآخرين الذين يرون أن الأسعار الرخيصة وأساسات الاقتصاد القوية تفوق مخاطر ارتفاع معدلات الفائدة الأميركية والحرب التجارية. وقال جوردي فيشر، مدير صندوق التحوط لدى شركة فايس للاستراتيجيات المتعددة، الذي تنبأ بذروة ارتفاع الأسهم في الأسواق الناشئة، في وقت سابق من هذا الشهر “إن التحول كان قادماً”.-(وكالات)

×