16-كانون الأول-2018

عمان- قال المدير العام/ الرئيس التنفيذي لـ”الملكية الأردنية” ستيفان بيشلر “إن الدفعة الأخيرة من مخصصات رفع رأسمال الشركة تستحق خلال الربع الأول من العام المقبل وبمقدار 50 مليون دينار”.
ويأتي هذا المبلغ استكمالا للقرار الذي اتخذته الحكومة في العام 2015 برفع رأسمال الشركة بعد حوالي 8 سنوات من الخسائر المتواصلة، من خلال ضخ 200 مليون دينار في رأسمال الشركة لوقف نزيف خسائرها، مؤكدا حاجة الشركة فعلا لهذه المبالغ من أجل الاستمرار.
وتوقع بيشلر أن تحقق الشركة إيرادات بنهاية العام الحالي تصل إلى نحو 660 مليون دينار، مقارنة مع 618 مليون دينار في 2017 وبزيادة تصل نسبتها إلى نحو 6.7 %، وأن يرتفع عدد المسافرين على متن رحلاتها بنسبة 3.5 % إلى نحو 3.25 مليون مسافر من نحو 3.14 مليون مسافر العام الماضي.
وأكد بيشلر، في مقابلة خاصة مع “الغد”، أهمية هذا الدعم الذي قدمته الحكومة للشركة لحمايتها في وقت ما من الخسارة والتصفية الإجبارية، مشيرا إلى أن الجانب الآخر المهم في دعم الشركة، هو ضرورة أن يتم منحها خصما لأسعار الوقود باعتبراها من أكبر مستهلكيه في وقت تعد فيه أسعار وقود الطائرات في الأردن مرتفعة جدا مقارنة مع باقي دول العالم.
وأشار إلى أن الملكية الأردنية تسهم بنحو 2-3 % من الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب توظيفها لنحو 4 آلاف موظف، كما أنها على الصعيد الكلي تنفق أكثر من 88 % من نفقاتها السنوية داخل المملكة، مقابل 10 % تقريبا نفقات لشركات الطيران الاقتصادي التي تعمل في الأردن.
وحول تقييمه لمسيرة الملكية الأردنية خلال 55 عاما ودورها كناقل وطني خلال هذه المدة، قال بيشلر “إن نظرة الملك الراحل الحسين بن طلال، جعلت الملكية الأردنية من أهم شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط، وللاستمرار في تحقيق هذا الهدف وضمن خطة التحول التي ناقشتها وأقرتها الحكومة في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2017، عززت الشركة استراتيجيتها من أجل ربط الشرق بباقي العالم؛ حيث قامت بهيكلة عملها، بما في ذلك وجهاتنا من أجل ربط أفضل لمناطق العالم، لتكون عمان نقطة وصل بين الشرق ومناطق أوروبا والولايات المتحدة وآسيا”.
وبين بيشلر “أن كلف الوقود سترتب زيادة على نفقات الشركة بنهاية العام الحالي بمقدر 40 مليون دينار تقريباً إضافية عن العام الماضي، وبالتالي فإن علينا تعويض هذه الكلف بإيرادات إضافية، ولذلك عملت الملكية الأردنية على تطوير أدائها من خلال إجراءات عدة، أهمها عروض تخفيض الأسعار التي ساعدت على زيادة امتلاء مقاعد الطائرات وبالتالي تحقيق إيرادات أعلى”.
وأوضح بيشلر أن خطة التحول الخمسية التي اعتمدتها الشركة تقوم على أربعة محاور رئيسية يأتي هدف تحقيق الربحية المستدامة في مقدمتها، بحيث تستطيع الشركة تلبية تطلعات المساهمين فيها، وتحقيق أرباح صافية مستدامة على مدى سنوات الخطة الخمسية، وكذلك الاهتمام بالمسافر باعتباره حجر الأساس في عمل الشركة؛ حيث ستحرص الملكية الأردنية على الاستمرار في تقديم خدمات رفيعة المستوى لضيوفها لضمان تجربة سفر متميزة في جميع مراحلها، فيما ستسعى الشركة، وبحسب المحور الثالث لخطتها، لأن تكون شركة جاذبة للكفاءات البشرية المؤهلة ورعايتها وتدريبها لتمكينها من العمل الاحترافي في صناعة النقل الجوي ومكافأة أصحاب الأداء المتميز.
وأكد بيشلر أن تطبيق هذه الخطة سيساعد الملكية الأردنية؛ شركة الطيران الأولى والمفضلة في منطقة المشرق العربي (Levant)، لافتاً الى أن الشركة تراجع باستمرار شبكة خطوطها الجوية لتعزيز ترابطيتها وتقوية مركز عملياتها التشغيلية من عمان وتشغيل أسطول مناسب من الطائرات لخدمة برنامج رحلات متواصل يساعد على تحقيق الربحية المنشودة، كما ستواصل الملكية الأردنية تقديم أسعار منافسة لمسافريها لتشجيعهم على الاستمرار بالسفر وزيادة ولائهم للشركة وعرض خدمات جديدة متطورة أمامهم تسهم في تحسين عملية السـفر عموماً.
وعن تأثير حملات عروض تخفيضات الأسعار، قال بيشلر “إن الشركة لا تطلق هذه الحملات عادة في المواسم ذات الطلب المرتفع، في حين يتم إطلاقها في المواسم منخفضة الطلب مثل الفترة ما بين تشرين الثاني (نوفمبر) وآذار (مارس) والتي يكون فيها الطلب عادة منخفضا”.
وبين أن الشركة تطلق نحو 5 إلى 6 حملات ترويجية سنويا لزيادة امتلاء المقاعد على الطائرات، مشيرا إلى أن هذه الحملات تحقق نتائج إيجابية، خصوصا وأنها تحاول مواجهة دخول منافسين جدد إلى السوق وهم شركات الطيران الاقتصادي منخفض التكاليف.
وقال بيشلر “إن تخفيض أسعار التذاكر لم يكن السبب الوحيد في خلق إيرادات إضافية، بل رافقته عروض ترويجية أخرى مثل شراء مقعد فارغ مجاور، أو الأمتعة الإضافية ومبيعات السوق الحرة على متن الطائرة”، مشيرا إلى أن هذه العروض كان يمكن الحصول عليها أيضا من خلال الموقع الإلكتروني.
أما عن تأثير شركات الطيران الاقتصادي على الحصة السوقية للملكية الأردنية، فأكد بيشلر “هذه الشركات أثرت فعلا على حصتنا، خصوصا وأن غالبية من يفضلون السفر على متن هذه الرحلات هم أردنيون، رغم أن هذه الشركات الاقتصادية ليست منافسا عندما يتعلق الأمر بخطوط الرحلات البعيدة”.
وبين أن الملكية الأردنية بدأت عملياتها التشغيلية العام 1963 بــ250 موظفاً وطائرتين من طراز دارت هيرالد و(DC-7) تخدم ثلاث وجهات هي بيروت والقاهرة والكويت، فيما تخدم اليوم 45 وجهة عالمية من خلال 26 طائرة حديثة.
وأعادت الشركة، خلال العام الحالي، استئناف الرحلات إلى أربيل والسليمانية بعد أن كان قد تم تعليقها العام الماضي، فيما فتحت وجهة جديدة إلى كوبنهاجن خلال العام الحالي، إلى جانب تعزيز وجهات قائمة بمزيد من الرحلات لأنها كانت اقتصادية، أما العام المقبل فلا يوجد حتى الآن خطط لفتح وجهات جديدة.
وما تزال الشركة تعلق الرحلات الجوية إلى ثماني وجهات إقليمية لأسباب أمنية هي دمشق، حلب، صنعاء، عدن، طرابلس، بنغازي، مسراطة والموصل، فيما ستشهد السنوات الخمس المقبلة افتتاح محطات جديدة وتحديث أسطول الطائرات قصيرة ومتوسطة المدى مع زيادة ثلاث إلى أربع طائرات جديدة ليصل حجم الأسطول إلى حوالي 30 طائرة جميعها حديثة.
وقال بيشلر “إن الملكية الأردنية ترحب بإعادة تشغيل الرحلات إلى سورية، وخصوصا إلى مطار دمشق لأن هذه الوجهة كانت موردا اقتصاديا مهما بالنسبة للشركة”.
وفي خصوص إمكانية أن تتحول “الملكية الأردنية” إلى شركة طيران اقتصادي، قال بيشلر إن هذا الأمر غير ممكن، فالملكية توظف حوالي 4 آلاف شخص، وهذا رقم مرتفع نسبة إلى كل طائرة مقارنة بشركات الطيران الاقتصادي، فمثلا يبلغ عدد الموظفين إلى كل طائرة في مثل هذا النوع من الشركات نحو 33 موظفا، أما بالنسبة للملكية فإن هذا العدد يصل إلى 150 موظفا.
وتسعى الشركة، بحسب بيشلر، إلى تحديث أسطول طائراتها؛ حيث تتواصل حاليا مع جميع المزودين من شركات صناعة الطائرات الكبرى لاستبدال طائرات الرحلات القصيرة والمتوسطة التي يبلغ عددها نحو 19 طائرة بطائرات حديثة خلال السنوات الخمس المقبلة، أما باقي الطائرات فهي حديثة من طراز بوينغ 787 ومستخدمة للمسافات البعيدة، “ونحاول في هذا الخصوص الحصول على أفضل العروض من الشركات الصانعة، ومن المتوقع اتخاذ قرار مجلس إدارة الشركة مع نهاية الشهر المقبل لنعمل في هذا الاتجاه خلال العام المقبل والتفاوض مع الشركات للحصول على أفضل العقود”.
أما بالنسبة لوقف شركة “الأجنحة الملكية” ومصير موظفيها، فقال بيشلر “إن استراتيجية هذه الشركة كانت خاطئة، وقد تسببت الشركة بخسائر متلاحقة منذ بداية عملها وبمعدل 1 إلى 2 مليون دولار سنويا، وإن فكرة تشغيل طيران عارض بطائرة أو طائرتين غير مجدية لأنها مكلفة جدا مقارنة بتشغيل عدد أكبر من الطائرات”.
وبخصوص موظفي الشركة، فإن لدى “الملكية الأردنية”، بحسب بيشلر، عددا من الشواغر يمكن لهؤلاء الموظفين التقدم لها، وفي حال ملاءمتهم للمعايير المعمول بها، فإنه سيتم تعيين عدد منهم في هذه الوظائف، كما ستتم الاستفادة من عدد آخر منهم في مطار ماركا.
وفي رده على الشكاوى التي تظهر من وقت لآخر على خدمات الشركة، قال بيشلر “إن الملكية الأردنية جعلت من التاج الملكي شعاراً لها تحمله على طائراتها، وإن للملكية مكانا في قلوب جميع الأردنيين رغم بعض الانتقادات أحيانا لأنهم يتوقعون منها الكثير”.
وأكد أن الشركة في عملها عليها اتخاذ القرارات التي تجعل من الطيران على متن الملكية الخيار الأول للأردنيين، مشيرا إلى أن الأسعار المخفضة هي أهم هذه الإجراءات التي تجذب المشترين، إلى جانب إطلاق العديد من البرامج التي يستفيد منها المسافرون.
وقال بيشلر “إن وجبة الطعام على الدرجة السياحية وعلى المسافات القصيرة على متن الطائرة لن تؤثر على قرار شراء تذكرة الملكية الأردنية، وبالتالي فإننا نفضل الاستثمار في جوانب أخرى”.
واستعرض بيشلر أهم عناصر خطط الشركة المسقبلية، مؤكدا أنها تركز على تحقيق الأرباح وزيادة التدفقات النقدية.
وشبه حال الشركة بأنها كانت وحتى الربع الأول من العام الماضي مثل “مريض في العناية المركزة” بسبب نقص الأموال وتراجع حجم السوق والخسائر المتراكمة، أما الآن فإنه يمكن وصف حالها بـ”مريض خرج من غرفة العناية المركزة إلى غرفة عادية”، وهذا يعني أنه ما يزال هناك الكثير لعمله من أجل ازدهار هذه الشركة، وهذا يتطلب العمل بشكل أفضل وأكثر مهنية وتعزيز تنافسية الشركة.
أهم إنجازات الملكية الأردنية في 2018
– الملكية الأردنية تحوز على المركز الثاني في دقة المواعيد بين جميع شركات الطيران العربية والإفريقية للعام 2017، بحسب تقرير دولي أعدته مؤسسة (OAG) العالمية.
– الملكية الأردنية تكفل 50 عائلة لمدة عام بالتعاون مع “تكية أم علي”.
– تدشين الرحلات الجوية المنتظمة بين عمان وكوبنهاجن.
– الملكية الأردنية بين أفضل 20 شركة عالمية في مجال السلامة، بحسب تحليل البيانات السنوي الذي يجريه الموقع الإلكتروني المتخصص “AirlineRatings.com”.
– إطلاق “رويال كلوب”؛ برنامج المسافر الدائم مع الملكية الأردنية، بحلة جديدة.
– الملكية الأردنية تفوز، للمرة الثانية، بجائزة أفضل شركة طيران إقليمي رئيسية لفئة أربع نجوم من “APEX” العالمية.
×